موضوع: الجزائريون تقبلوا الهزيمة بروح رياضية عالية السبت يونيو 26, 2010 4:22 am
أمل الجزائريون حتى آخر لحظة خلال مقابلة فريقهم مع فريق الولايات المتحدة، بأن شيئا ما سيحدث و يتأهل الفريق الجزائري إلى الدور الثاني، لكن المعجزة لم تحدث، إلا أن غالبية الجزائريين يشعرون بالفخر رغم ذلك.
يعتقد شكيب كريكة من حي بلكور الشعبي وسط العاصمة الجزائرية، أن هزيمة الفريق الجزائري أمام الولايات المتحدة كانت منتظرة، بالنظر إلى ضعف الأداء الهجومي للفريق الجزائري، الذي يمكنه أن يحتفل بدفاعه القوي، حسب رأي شكيب إلا أن الهجوم هو المشكلة، و يضيف شكيب في حديثه مع الدوتيشه فيله: " بالرغم من الهزيمة فإنني مرتاح جدا و أملي في المستقبل كبير، ففريقنا شاب لا يتجاوز معدل أعماره 25 عاما و حل مشكلة الهجوم ممكن جدا خلال الأشهر المقبلة، و لا يجب أن ننسى أن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل ستنطلق بعد عام تقريبا".
و بنفس النبرة يؤكد إسكندر مرادي من نفس حي بلكور الشعبي على أن: " الفريق الجزائري أدى ما عليه و زيادة، لكن اللياقة البدنية لم تكن في المستوى بالإضافة إلى ضعف الأداء الهجومي للفريق، إذ لا يمكننا أن ندافع طوال الوقت، فكرة القدم معناها تسجيل الأهداف و الفوز بالمقابلات". الواقع أن ما يشتكي منه شكيب و إسكندر، هو مشكلة اشتكى منها المدرب الجزائري رابح سعدان إذ كثيرا ما أعلن للصحافة أن دفاعه صلب، لكن فريقه لا يسجل بسبب ضعف أداء المهاجمين، و قال سعدان في أكثر من لقاء مع الصحافة الجزائرية، أنه وبعد مغادرته للفريق بعد مشاركة الفريق الجزائري في المونديال، فإن على المشرفين على الكرة الجزائرية، العمل جاهدين لتكوين مهاجمين في مستوى الفريق الحالي، الذي لا ينقصه سوى خط هجومي فعال.
ما ينقص الخضر يتمثل بالدرجة الأولى في ضعف أدائهم الهجومي
التركيز على تكوين الجيل الجديد
يعتقد الكثير من المحللين الرياضيين، أن إشكالية كرة القدم الجزائرية تبدأ من الصغار، أي من هم دون 12 عاما، إذ لا يوجد أمام من يملك الكفاءة الكروية منهم، المدارس الكروية المناسبة التي تكونهم، و في هذا الاتجاه، قال رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة بأن: " الوضع الكروي في الجزائر مدهش ففي حين تختار دولة مثل ألمانيا فريقها الكروي المكون من 23 لاعبا من أصل 6 ملايين مسجل، فإن الجزائر التي تعداد سكانها 38 ميلون نسمة، لا تضم سوى ثلاثة آلاف مسجل".
و بسبب هذا النقص الفادح في اللاعبين المحليين، التجأت الجزائر إلى اللاعبين المزدوجي الجنسية في أوربا، كي يدعموا الفريق الجزائري، و هو ما فعلوه بحماس منقطع النظير، ينتظر أن تكون له نتائج كبيرة على الواقع الكروي الجزائري، و لقد حدثت بعض التغييرات في واقع الحال، إذ ستدخل الأندية الجزائرية عالم الاحتراف ابتداء من الموسم الكروي 2010 و 2011 بدعم سخي من الدولة. وبسبب هذه التغيرات الإيجابية التي أفرزها المونديال، لم تكن تسجل ردة فعل غاضبة من الجماهير الجزائرية، التي قبلت الهزيمة و الإقصاء بكل روح رياضية لأنها تشعر بأن المستقبل مشرق أمام هذا الفريق، الذي طبع جيلا بأكمله ولد في نهاية ثمانينات و تسعينات القرن الماضي.
انتهاء فترة الاستغلال السياسي لنجاحات الفريق
و بإقصاء الفريق الجزائري من كأس العالم بجنوب إفريقيا، انتهت فترة امتدت لسنة و نصف، شهد خلالها الواقع السياسي الجزائري، استغلالا فاحشا لنجاحات المنتخب الجزائري لكرة القدم، إذ ستواجه الحكومة واقع الحال الاجتماعي دون مهدئ أو مسكن، و ستكون مشاكل البطالة والسكن من أهم المطالب الاجتماعية التي خفتت المطالبة بها خلال فترة شهدت انتصارات هامة حققها الفريق الجزائري خلال التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا و العالم. ويرى عمر أميني الخبير في الشؤون الاقتصادية: " أن الخيبة في الجزائر بعد الإقصاء هي أكبر من خيبة الأمريكيين لو حدث لهم ذلك لأن أبسط مواطن أمريكي بإمكانه قضاء وقته في التبضع أو اللهو بسبب توفر الإمكانات في حين أن الجمهور الجزائري ليس له إلا انتصارات كرة القدم للترفيه عن نفسه، و هو ما انتهى الآن".
و بالمحصلة، فإن مشاركة الفريق الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا كانت مفيدة جدا، و لا يبدو مستقبل كرة القدم الجزائرية إلا مشرقا بالنظر إلى ملايير الدولارات التي سخرت للنهوض بالرياضة، و لأن معدل أعمار الفريق الحالي لا تتعدى 25 عاما