شبكة ومنتديات روح العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ومنتديات روح العراق

شبكة ومنتديات روح العراق اكبر تجمع عراقي عربي على شبكة ومنتديات روح العراق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الف ليلة وليلة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ياسمينا
المشرفة العــام
المشرفة العــام
ياسمينا


المشاركات : المشاركات : : 70
نقاط نقاط : 5053
التقييم : التقييم : : 0
البلد الف ليلة وليلة 5eX11343
الف ليلة وليلة Pi-ca-22
الجنس : انثى

الف ليلة وليلة Empty
مُساهمةموضوع: الف ليلة وليلة   الف ليلة وليلة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 10:49 pm

حكيوالله أعلم أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ملك منملوك ساسان بجزائر الهند والصين صاحب جند وأعوان وخدم وحشم له ولدانأحدهما كبير والآخر صغير وكانا بطلين وكان الكبير أفرس من الصغير وقد ملكالبلاد وحكم بالعدل بين العباد وأحبه أهل بلاده ومملكته وكان اسمه الملكشهريار وكان أخوه الصغير اسمه الملك شاه زمان وكان ملك سمرقند العجم، ولميزل الأمر مستقيماً في بلادهما وكل واحد منهما في مملكته حاكم عادل فيرعيته مدة عشرين سنة وهم في غاية البسط والانشراح.

لم يزالا علىهذه الحالة إلى أن اشتاق الكبير إلى أخيه الصغير فأمر وزيره أن يسافر إليهويحضر به فأجابه بالسمع والطاعة وسافر حتى وصل بالسلامة ودخل على أخيهوبلغه السلام وأعلمه أن أخاه مشتاق إليه وقصده أن يزوره فأجابه بالسمعوالطاعة وتجهز وأخرج خيامه وبغاله وخدمه وأعوانه وأقام وزيره حاكماً فيبلاده وخرج طالباً بلاد أخيه.

فلما كان في نصف الليل تذكر حاجةنسيها في قصره فرجع ودخل قصره فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبداًأسود من العبيد، فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه وقال في نفسه: إذا كانهذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه العاهرة إذا غبت عندأخي مدة، ثم أنه سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش ورجع من وقتهوساعته وسار إلى أن وصل إلى مدينة أخيه ففرح أخيه بقدومه ثم خرج إليهولاقاه وسلم عليه ففرح به غاية الفرح وزين له المدينة وجلس معه يتحدثبانشراح فتذكر الملك شاه زمان ما كان من أمر زوجته فحصل عنده غم زائدواصفر لونه وضعف جسمه، فلما رآه أخوه على هذه الحالة ظن في نفسه أن ذلكبسبب مفارقته بلاده وملكه فترك سبيله ولم يسأل عن ذلك.

ثم أنه قالله في بعض الأيام: يا أخي أنا في باطني جرح، ولم يخبره بما رأى من زوجته،فقال: إني أريد أن تسافر معي إلى الصيد والقنص لعله ينشرح صدرك فأبى ذلكفسافر أخوه وحده إلى الصيد.

وكان في قصر الملك شبابيك تطل علىبستان أخيه فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرونعبداً وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلىفسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم، وإذا بامرأة الملك قالت: يا مسعود،فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوابالجواري، ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار.
فلما رأىأخو الملك فقال: والله إن بليتي أخف من هذه البلية، وقد هان ما عنده منالقهر والغم وقال: هذا أعظم مما جرى لي، ولم يزل في أكل وشرب.
وبعد هذاجاء أخوه من السفر فسلما على بعضهما، ونظر الملك شهريار إلى أخيه الملكشاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية بعدما كان قليل الأكل،فتعجب من ذلك وقال: يا أخي، كنت أراك مصفر الوجه والآن قد رد إليك لونكفأخبرني بحالك، فقال له: أما تغير لوني فأذكره لك واعف عني إخبارك بردلوني، فقال له: أخبرني أولاً بتغير لونك وضعفك حتى أسمعه.

فقال له:يا أخي، إنك لما أرسلت وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك جهزت حالي وقدبررت من مدينتي، ثم أني تذكرت الخرزة التي أعطيتها لك في قصري فرجعت فوجدتزوجتي معها عبد أسود وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت عليك وأنا متفكر فيهذا الأمر، فهذا سبب تغير لوني وضعفي، وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكرهلك.

فلما سمع أخوه كلامه قال له: أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسببرد لونك، فأعاد عليه جميع ما رآه فقال شهريار لأخيه شاه زمان: اجعل أنكمسافر للصيد والقنص واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك، فنادى الملكمن ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثمأنه جلس في الخيام وقال لغلمانه لا يدخل علي أحد، ثم أنه تنكر وخرجمختفياً إلى القصر الذي فيه أخوه وجلس في الشباك المطل على البستان ساعةمن الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوهواستمروا كذلك إلى العصر.

فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طارعقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان: قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لناحاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا،فأجابه لذلك. ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر ولم يزالا مسافرين أياماًوليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين بجانب البحر المالحفشربا من تلك العين وجلسا يستريحان. فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذاهم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلكالمرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصاراينظران ماذا يكون الخبر، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدرعلى رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتحالصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمسالمضيئة كما قال الشاعر:

أشرقت في الدجى فلاح النهار واستنارت بنورها الأسحـار
من سناها الشموس تشرق لما تنبدي وتنجـلـي الأقـمـار
تسجد الكـائنـات بـين يديهـا حين تبدو وتهتـك الأسـتـار
وإذا أومضت بروق حمـاهـا هطلت بالمدامع الأمـطـار

قال:فلما نظر إليها الجني قال: يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسكأريد أن أنام قليلاً، ثم أن الجني وضع رأسه على ركبتيها ونام فرفعت رأسهاإلى أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة فرفعت رأس الجني من فوقركبتيها ووضعته على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولاتخافا من هذا العفريت فقالا لها: بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر،فقال لهما بالله عليكما أن تنزلا وإلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شرقتلة، فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وقالت ارصعا رصعاً عنيفاً وإلا أنبهعليكما العفريت، فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان: ياأخي افعل ما أمرتك به فقال: لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي، وأخذا يتغامزانعلى نكاحها فقالت لهما ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا وإلا نبهتعليكما العفريت، فمن خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به فلما فرغا قالتلهما أقفا وأخرجت لهما من جيبها كيساً وأخرجت لهما منه عقداً فيه خمسمائةوسبعون خاتماً، فقالت لهما: أتدرون ما هذه؟ فقالا لها: لا ندري فقالت لهماأصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريتفأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الأخران فأعطاها من يديهما خاتمين فقالتلهما أن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي ثم أنه وضعني في علبة وجعلالعلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحرالعجاج المتلاطم بالأمواج، ويعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمر لم يغلبهاشيء كما قال بعضهم:

لا تأمنن إلى النـسـاء ولا تثق بعهـودهـن
فرضاؤهن وسخطهن معلق بفـروجـــــهـن
بيدين وداً كـــــــاذبـــاً والغدر حشو ثيابهـن
بحديث يوسف فاعتبر مــتحذراً من كيدهـن
أو ما تـرى إبـلـيس أخـــــرج آدماً من أجلهن

فلماسمعا منها هذا الكلام تعجبا غاية العجب وقالا لبعضهما: إذا كان هذاعفريتاً وجرى له أعظم مما جرى لنا فهذا شيء يسلينا. ثم أنهما انصرفا منساعتهما ورجعا إلى مدينة الملك شهريار ودخلا قصره. ثم أنه رمى عنق زوجتهوكذلك أعناق الجواري والعبيد، وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتاً بكراًيزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها، ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجتالناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء.

ثمأن الملك أمر الوزير أن يأتيه بنت على جري عادته، فخرج الوزير وفتش فلميجد بنتاً فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خايف على نفسه من الملك. وكانالوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء وقد واعتدال الكبيرة اسمها شهرزادوالصغيرة اسمها دنيازاد، وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسيرالملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين. قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتبالتواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها:مالي أراك متغيراً حامل الهم والأحزان وقد قال بعضهم في المعنى شعراً: قللمن يحمل همـاً إن هـمـاً لا يدوم
مثل ما يفنى السرور هكذا تفنى الهمـوم

فلماسمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر معالملك فقالت له: بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكونفداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن من بين يديه، فقال لها: بالله عليك لاتخاطري بنفسك أبداً، فقالت له: لا بد من ذلك فقال: أخشى عليك أن يحصل لكنما حصل الحمار والثور مع صاحب الزرع، فقالت له: وما الذي جرى لهما يا أبت؟

قال:اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكانالله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجرالأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يوماً الثور إلى مكان الحمارفوجده منكوساً مرشوشاً وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح،وفي بعض الأوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع على حاله، فلما كان فيبعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار: هنيئاً لك ذلك، أنا تعبانوأنت مستريح تأكل الشعير مغربلاً ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبكويرجع وأنا دائماً للحرث.

فقال له الحمار: إذا خرجت إلى الغيطووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانياًفإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكلوالشرب يوماً أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد، وكان التاجريسمع كلامهما، فلما جاء السواق إلى الثور بعلفه أكل منه شيئاً يسيراًفأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفاً فقال له التاجر: خذالحمار وحرثه مكانه اليوم كله، فلما رجع آخر النهار شكره الثور علىتفضلاته حيه أراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد عليه الحمار جواباً وندمأشد الندامة، فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلىآخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكرهومجده فقال له الحمار: أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول: إن لم يقمالثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعاً وأنا خائف عليكونصحتك والسلام.

فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرحمعهم، ثم أن الثور أكل علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه، كل ذلكوصاحبهما يسمع كلامهما، فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقروجلسا فجاء السواق وأخذ الثور وخرج، فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه وظرطوبرطع، فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه.

فقالت له زوجته: من أيشيء تضحك فقال لها: شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت، فقالتله: لا بد أن تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت، فقال لها: ما أقدرأن أبوح به خوفاً من الموت، فقالت له: أنت لم تضحك إلا علي. ثم أنها لمتزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت عليه، فتحير أحضر أولاده وأرسلأحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كانيحبها محبة عظيمة لأنها بنت عمه وأم أولاده وكان عمر من العمر مائة وعشرينسنة.

ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايتهوأنه متى قال لأحد على سره مات، فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليكاتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك، فقالت لهم: لا أرجع عنه حتىيقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دارالدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت.

وكان عنده ديك تحته خمسوندجاجة، وكان عنده كلب، فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له:أنت فرحان وصاحبنا رايح يموت، فقال الديك للكلب: وكيف ذلك الأمر؟ فأعادالكلب عليه القصة فقال له الديك: والله إن صاحبنا قليل العقل. أنا ليخمسون زوجة أرضي هذه وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاحأمره معها، فما له لا يأخذ لها بعضاً من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتهاويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شيء.

قال: فلما سمعالتاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها، ثم قالالوزير لابنته شهرزاد ربما فعل بك مثل ما فعل التاجر بزوجته، فقالت له: مافعل؟ قال: دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرةوقال لها: تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم أموت، فدخلتمعه، ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها،فقالت له: تبت، ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت وخرجت وإياه وفرح الجماعةوأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات.

فلما سمعت ابنة الوزيرمقالة أبيها قالت له: لا بد من ذلك، فجهزها وطلع إلى الملك شهريار وكانتقد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها: إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذاجئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثاً غريباًنقطع به السهر وأنا أحدثك حديثاً يكون فيه الخلاص إن شاء الله.

ثمأن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رآه فرح وقال: أتيت بحاجتي فقال:نعم، فلما أراد أن يدخل عليها بكت، فقال لها: ما بك؟ فقالت: أيها الملك إنلي أختاً صغيرة أريد أن أودعها، فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختهاوعانقتها وجلست تحت السرير فقام الملك وأخذ بكارتها ثم جلسوا يتحدثون،فقالت لها أختها الصغيرة: بالله عليك يا أختي حدثينا حديثاً نقطع به سهرليلتنا فقالت: حباً وكرامة إن أذن الملك المهذب، فلما سمع ذلك الكلام وكانبه قلق ففرح بسماع الحديث.

قالت:بلغني أيها الملك السعيد، أنه كان تاجر من التجار، كثير المال والمعاملاتفي البلاد قد ركب يوماً وخرج يطالب في بعض البلاد فاشتد عليه الحر فجلستحت شجرة وحط يده في خرجه وأكل كسرة كانت معه وتمرة، فلما فرغ من أكلالتمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف، فدنا من ذلكالتاجر وقال له: قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي، فقال له التاجر: كيف قتلتولدك؟

قال له: لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضيعليه ومات من ساعته فقال التاجر للعفريت: أعلم أيها العفريت أني على دينولي مال كثير وأولاد وزوجة وعندي رهون فدعني أذهب إلى بيتي وأعطي كل ذي حقحقه ثم أعود إليك، ولك علي عهد وميثاق أني أعود إليك فتفعل بي ما تريدوالله على ما أقول وكيل.

فاستوثق منه الجني وأطلقه فرجع إلى بلده وقضى جميع تعلقاته وأوصلالحقوق إلى أهلها وأعلم زوجته وأولاده بما جرى له فبكوا وكذلك جميع أهلهونساءه وأولاده وأوصى وقعد عندهم إلى تمام السنة ثم توجه وأخذ كفنه تحتإبطه وودع أهله وجيرانه وجميع أهله وخرج رغماً عن أنفه وأقيم عليه العياطوالصراخ فمشى إلى أن وصل إلى ذلك البستان وكان ذلك اليوم أول السنةالجديدة فبينما هو جالس يبكي على ما يحصل له وإذا بشيخ كبير قد أقبل عليهومعه غزالة مسلسلة فسلم على هذا التاجر وحياه وقال له: ما سبب جلوسك فيهذا المكان وأنت منفرد وهو مأوى الجن؟

فأخبره التاجر بما جرى له مع ذلك العفريت وبسبب قعوده في هذا المكانفتعجب الشيخ صاحب الغزالة وقال: والله يا أخي ما دينك إلا دين عظيموحكايتك حكاية عجيبة لو كتبت بالإبر على آفاق البصر لكانت عبرة لمن اعتبرثم أنه جلس بجانبه وقال والله يا أخي لا أبرح من عندك حتى أنظر ما يجري لكمع ذلك العفريت ثم أنه جلس عنده يتحدث معه فغشي على ذلك التاجر وحصل لهالخوف والفزع والغم الشديد والفكر المزيد وصاحب الغزالة بجانبه فإذا بشيخثان قد أقبل عليهما ومعه كلبتان سلاقيتان من الكلاب السود. فسألهما بعدالسلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان فأخبراهبالقصة من أولها إلى آخرها فلم يستقر به الجلوس حتى أقبل عليهم شيخ ثالثومعه بغلة زرزورية فسلم عليهم وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان فأخبروهبالقصة من أولها إلى آخرها

وبينما كذلك إذا بغبرة هاجت وزوبعة عظيمة قد أقبلت من وسط تلك البريةفانكشفت الغبرة وإذا بذلك الجني وبيده سيف مسلول وعيونه ترمي بالشررفأتاهم وجذب ذلك التاجر من بينهم وقال له: قم أقتلك مثل ما قتلت ولديوحشاشة كبدي فانتحب ذلك التاجر وبكى وأعلن الثلاثة شيوخ بالبكاء والعويلوالنحيب فانتبه منهم الشيخ الأول وهو صاحب الغزالة وقبل يد ذلك العفريتوقال له: يا أيها الجني وتاج ملوك الجان إذا حكيت لك حكايتي مع هذهالغزالة ورأيتها عجيبة، أتهب لي ثلث دم هذا التاجر؟

قال: نعم. يا أيها الشيخ، إذا أنت حكيت لي الحكاية ورأيتها عجيبة وهبتلك ثلث دمه فقال ذلك الشيخ الأول: اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هيبنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحوثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كأنهالبدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة فكبر شيئاًفشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن فسافرتبمتجر عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرهافسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتها إلى الراعي، ثم جئتأنا بعد مدة طويلة من السفر فسألت عن ولدي وعن أمه فقالت لي جاريتك ماتتوابنك هرب ولم أعلم أين راح فجلست مدة سنة وأنا حزين القلب باكي العين إلىأن جاء عيد الضحية فأرسلت إلى الراعي أن يخصني ببقرة سمينة وهي سريتي التيسحرتها تلك الغزالة فشمرت ثيابي وأخذت السكين بيدي وتهيأت لذبحها فصاحتوبكت بكاء شديداً فقمت عنها وأمرت ذلك الراعي فذبحها وسلخها فلم يجد فيهاشحماً ولا لحماً غير جلد وعظم فندمت على ذبحها حيث لا ينفعني الندموأعطيتها للراعي وقلت له: ائتني بعجل سمين فأتاني بولدي المسحور عجلاًفلما رآني ذلك العجل قطع حبله وجاءني وتمرغ علي وولول وبكى فأخذتني الرأفةعليه وقلت للراعي ائتني ببقرة ودع هذا.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. فقالت لها أختها: ماأطيب حديثك وألطفه وألذه وأعذبه فقالت: وأين هذا مما أحدثكم به الليلةالقابلة إن عشت وأبقاني الملك فقال الملك في نفسه: والله ما أقتلها حتىأسمع بقية حديثها ثم أنهم باتوا تلك الليلة إلى الصباح متعانقين فخرجالملك إلى محل حكمه وطلع الوزير بالكفن تحت إبطه ثم حكم الملك وولي وعزلإلى آخر النهار ولم يخبر الوزير بشيء من ذلك فتعجب الوزير غاية العجب ثمانفض الديوان ودخل الملك شهريار قصره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اصحاب نت
المشرف العــام
المشرف العــام
اصحاب نت


المشاركات : المشاركات : : 126
نقاط نقاط : 5343
التقييم : التقييم : : 0
البلد الف ليلة وليلة V7m11343
الف ليلة وليلة Pi-ca-50
الجنس : ذكر

الف ليلة وليلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الف ليلة وليلة   الف ليلة وليلة I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 22, 2010 2:48 pm

مشكورة على الموضوع
ولم استطع اكمالة
وقصة رائعة وبها عبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جوهره
عضــو ذهبي
عضــو ذهبي
جوهره


المشاركات : المشاركات : : 290
نقاط نقاط : 5254
التقييم : التقييم : : 0
البلد الف ليلة وليلة YuL11456
الف ليلة وليلة Get-7-2010-almlf_com_06t8cqu4
الجنس : انثى

الف ليلة وليلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الف ليلة وليلة   الف ليلة وليلة I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 25, 2010 6:55 pm

الف ليلة وليلة B4ead310hw0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الف ليلة وليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يسممها في ليلة زفافها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة ومنتديات روح العراق :: منتديات أدبية و شعرية ::   :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: