موضوع: المسيح صُلِبَ و قامَ في كنيسةِ سَيْدة النَجَاة السبت نوفمبر 13, 2010 1:50 am
ابتدأ موضوعي هذا بكلمة مرحبا و التي اصلها " مار حبا " اي بمعنى الله محبة
و بمحبة ربنا يسوع المسيح احييكم احبتي رواد القسم الديني
يعلمنا انجيلنا بمحبة الاعداء و واجب مسامحته و الصلاه من أجله .. ويخبرنا ايضا بأنه ستأتي الساعة التي سيضن كل من يقتلنا بأنه يعمل بمشية الله .
فما هو ردنا على احداث 31 من اكتوبر الماضي؟
عشنا هذه المأساة من القتل و الرعب و الإهانة و الدمار و الارهاب ، فهل سيكون ردنا "يارب اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون" ؟؟؟؟ *هل من المعقول ان افرغ غضبي و كرهي و شتائمي في مغفرةٍ لمن قتل ابي و اخي وصديقي؟ *هل من المعقول ان استطيع ان اعيش بمحبة مع من سفك دم كاهني؟ *هل من المعقول ان اصافح بسلام من قتل ابنة اخي برصاصاته ؟ كلا .. هذا مستحيل .. فما يثور في داخلي بركان لا ينطفئ و حقد لا ينتهي و ذنب لا يغتفر ..!!!
لنتوقف لبرهة و لنعيد التفكير من جديد ... ان كنت اعيش المسيح و المسيح يعيش فييَّ بكل ايمان فهل من الصحيح ان اتلفظ ما قلته قبل قليل؟ هل يعلّمني المسيح ان اشتم و اكره و افعل ما ينتجه غضبي؟ بالطبع لا ، لان كل الكره و الحقد و الشتائم هي من الانسان ولكن المحبة فقط هي من عند الله. اننا نعيش اليوم ما عاشه المسيح عندما صلبوه و عذبوه وقتلوه ... وكان رده بكل بساطة وبكل حب "يارب اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون" .. كم عظيمة محبة الله التي توسع افاق تفكيرنا الى هذه الابعاد ..!! بالفعل .. نحن مستائون و مهددون بالقتل و فوهات الاسلحة موجهة على جبيننا ولكننا نثق بالمسيح ثقة تامه لأننا لو كنا مع الله فمن علينا؟
كيف بأمكاني ان افرغ ما في داخلي وانا كُلي غضب؟
الكتاب المقدس ، خير انيس وخير صديق لنا حيث يكلمنا المسيح عما نعيشه وسنعيشه وما علينا سوى ان نصلي له و نطلب منه الرحمة و المغفره و ان ينير عقول هؤلاء الفئة الضالة ، و يركز الانجيل على مدى اهمية الالتزام بالعقيدة و عدم التجاسر والتكلم عن غياب قدرة الله لنا و عدم تخليصنا من محنتنا هذه لأن الله يضعنا في تجارب وعلى قدر ايماننا نتخطاها .
ماذا عَليَّ ان افعل بعد هذه المحنة؟ وكيف اتصرف؟
عزيزي القارئ ... انك متشوق الان لكي تكون على صورة المسيح ومثاله لذلك يجب عليك اولا ان تفهم و تعمل بما يوصيك اياه المسيح و ان تملئ المحبة قلبك لا قولاً بل حقيقةً ،، ارفع صلاتك لله من اجل شهدائنا ولا تحزن عليهم لان شأنهم في السموات عظيم وقد رفعتهم ملائكة السماء على كفوف الألم ليكونوا رسلاً و تلاميذاً حقيقيين للمسيحية ولنا ايضاً لنتعلم منهم كل التضحية و كل الألم و كل المعاناة ولنضيفها الى تجربتنا .. لنعظم هذا الحدث لاننا لم نقم بتذكار للمسيح في قداس الالهي فحسب وانما قدمنا في قداسنا هذا احبائنا و اقربائنا واصحابنا قربانناً لله ، لذلك يتوجب علينا ان نحزن على انفسنا التي لازالت تقع في الزلات والتي تكرر خطيئتها و التي تبعدها عن الله ، فالنقتبل اذاص موهبة الحياة الابدية بحب كبير وتواضع عميق من خلال الصلاة النقية والحزن المعقول .
ماهي رسالتي كمسيحي اليوم؟
تقع على عاتقنا اليوم وبهذا الوقت بالتحديد مسؤولية كبيرة وليست بالبسيطة وهي .. الثبات في موقفنا بالايمان ولايجوز التراجع لان ما حصل لايزيدنا سوى المحبة و بالمحبة استطيع ان اعمل كل شئ . فأن تطلخ صليب كنيستنا امس بدماء شهدائنا ... فقد أعلنّا ان المسيح قد قام من جديد في الاحد التالي و مسحنا الدماء بوشاح المحبة و التسامح والأمل لكي نشرق صباح جديد مملوء بالتفائل والسلام و الاستقرار .
اضاءات
لنتوعد بغدٍ مشرق ، و مستقبل واعد ليس لأننا متفائلون بالحياة ولكن لأننا مسيحيون فيجب علينا ان نفرح و نزرع هذا الفرح في حقول الحزن لنحصد سنابل الحياة المثمرة ـ لذى دع حزنك خلفك لان الله متوعد لك الفرح العظيم ، دع حقدك جانباً لأنك تملك طيبة ومحبة عظيمة بين اقرانك ، اترك ثأرك لأن الله سيعطيك بقدر حقك
و قبل الختام لنصلي هذه الصلاة معاً
يارب ، امنحني القوة لكي استطيع ان اتقرب منك و ان يكون تفكيري من اجلك و حياتي كلها لك لأنني اعلم عندم اكون معك لا احد يستطيع ايذائي ، دعني اقترب اليك لأن كل سر القوة والسلام و النقاوة هو من خلالك ، دعني افرح في حبك واشكرك واسبحك طول الايام ، كن رفيقي في رحلتي ، كن معي و شجعني
آمين
اترك معك سلام الرب و أملي ان تكون ايامك سعيدة و مباركة